السبت، 14 مايو 2011

رسالة إلى أمي قبل عيد ميلادي بثمانية أيام
بقلم  ولدك / محمد راجح شمسان *
2011.5.14
رسالتي الى تلك الغالية البعيدة التي لطالما حثتني ان اكون قدوة لغيري ونبراس لمن خلفي .
أمي اعلمي أن ابنك الذي اكتوى بنار الواقع وعانى أبشع أنواع الظروف الحياتية القاسية في ضل الدناسة والكبرياء من قبل البعض وقد صار رجلا ولا خوف عليه بعد اليوم في ضل البحث والقتال عن السلطة وسفك الدماء بدون أي سبب أو مسبب وكأن الطريق قد غاب خطها وانقرضت سياراتها على عيني فلا ادري من الصحة ومن الخطأ وكل واحد من أولئك يحاول أن يجرني إلى صفه وهذا أنا متأكد انه ما تخافين منه ويقلقك أكثر.
ولهذا أقول لك أمي اعلمي جيدا أن من حقي أن انضم ومن حقي ألا انظم و أنتي قد قلتي لي مراراً عديدة ان هذا حق لي ولا يحق لأحد أن يجبرني على ذلك  وأعطيتني الكثير من الدروس النافعة المفيدة وقلتي بكل وضوح وشفافية من الأفضل لك أن لا تنجر..
ولكن لماذا أمي : أشياء حقوقية كاذبة قاتلة جائرة من أمامها الحق ومن خلفها الغدر والخديعة (جدار ظاهره الرحمة وباطنه العذاب ) .
أمي أن الحياة تموج من حولي كما تموج البحار لا تريد من الأسماك العيش والاستقرار وإنما تريد منها التحول عن مكانها وسحبها إلى مكان أخر..
أمي لقد تعلمت منك الاستقرار والثبات وأنا لا زلت محافظ عليه لكن في الحقيقة أن الرياح العاتية تجرني وتسحبني ولا ادري إلى أين أن تأخذني ،، ليس أنا فحسب بل وصديقي محمد الذي دارت به الحياة وأصبح إنسان عظيم يتمسك بمبدئه لكنه ولكنني قد لا نلاحظ أحيانا بأننا ندور في الدائرة المغلقة نبدأ من حيث انتهينا ومن تلك النقطة الوهمية بالتحديد.
وكذلك صديقي حسن الذي تركني وذهب بعيدا لأنه لا يقدر أن يتحمل صعاب الحياة ومشاقها رغم أني اعرفه بأنه اكبر وأعظم من ذلك كله لكن سبحان الله أثرت عليه الحياة وضربت به على حائطها .
والطفل الجميل إسماعيل الذي قرب عيد ميلاده وربما قبل عيدي بستة أيام لكن انا في الحقيقة احسده لأنه لا يعلم من الحياة شيء ويعيش أيامه ولياليه بدون أي منغصات أو مسببات ولا يضرب لما يدور ويجري أي حساب.
لكن انا متأكد سيأتي اليوم الذي يقول الله عليك يا خال محمد أريد أن أصل إلى المرحلة التي وصلتها لكني لا بد أن اتحدا كما تحديت "ولكل يوم شمس وريح ".
أمي أبشرك باني اشتريت له هدية جميلة بدلا عني وعنك وفي طريقي لذهاب للمحل وجدت أناس يبحثون عن وقود السيارات الفرد تلو الفرد وكأن يوم المحشر قد صاح مؤذنه ولأني أحب أن يسعد بحياة أفضل من تلك الحياة التي عشتها تحديت وذهبت برفقة احد الأصدقاء .
أمي قبل أن أنسئ أريد أن اقلك :هل تذكرين تلك الساحة التي كنا نمر فيها يوما من الأيام بسلام وأمان عادت اليوم كأنها مسرح للموهبة والكلمة ومعرض لشباب الذي تحدوا واقعهم وكل واحد منم ينتظر ماذا سيحكم القدر عليه وفريق أخر يتجهز ويتأهب هذا يدعي وذاك ينفي لماذا؟لا ادر ي ( فريق في الجنة وفريق في السعير )
  أما انتم أصدقائي تذكروا جيدا أن عيد ميلادي هو عيد بقرب اجلي وانقضاء ساعتي وانحدار مساري إلى الهاوية التي كانت امي  تخاف علي من السقوط فيها في يوم من الأيام .
لذا اوؤكد لكم  أصدقائي جيدا أن أوراق عمري معدودة بدقة وها انا بعد ايام قليلة  قد احتفل معكم او بدونكم بسقوط تلك الأوراق اليابسة بعد أن رافقتني طوال ثلاث مائه وستون يوما مرة في معهد مرة في جامعه مرة في مركز مرة دورة مرة في الحديقة مرة في ورشة مرة ومرات في أعمال طوعية و أخرى في سفر وأخرى في بعد وفراق وحب وعناد وشجار ...
وها انا سأتجه في نفس الطريق لكن هذه المرة سيكون لها طابع خاص ومن طراز نادر في بيئة العمل الإذاعي الذي كتب الله لي الالتحاق به بعد عدة سنين والذي انشد من الله أن يوفقني ويفق الجميع فيه .
واعلموا بأن العام القادم سيأتي لابد من أنه سيأتي لكن هل وأنا لا زلت اكتب بقلم او ابتسم بشفتاي او ادمع بعيناي أم وقد ودعني الجميع وتركوني وحيداً فريداً  فلا أجد محمد الصلوي يمر أمامي  أو شيرين ألأغبري لتشفع لي في إجازة ليوم أو تلك المنتجة الرائعة تهاني جمعان لنتصايح في الأستوديو أو نتعاتب في التلفون  وكذلك بشير الضرعي الذي يذكرني بأفلاطون او سارة المقطري لتساعدني في تقديم أبواب وتقول صوتك جميل أو لطيفة عبد الجليل لتعاود اللقاء بنا كل اسبوع وتأخذ الزملاء اثناء العمل  في سوبر زيزوو عبده المحبشي ليرافقني في طريقي ويحاول أن يحيي الأمل في قلبي أو يحي شرف ليقول فوكس بوب جاهز او ماجد الطياشي ليتذكر معي مواقف حياته الجميلة او عمار مرشد ليقول لي بانه قد مل من جلسته في تلك الزاوية يحب أن يعمل كما يعمل الآخرين  أو محمد غازي ليقول أعزائي إليكم ثقافة شعوب أو هدى حربي لتجلس على جهازها المحمول من الشروق حتى الغروب ووووو.
والتفت يميناً وشمالاً فلا أجد إلا عملي الذي ظليت ابذره وازرعه واغرسه أيام عمري .
فلا اعد انتفع بإعدادي في نبضات أو تقديمي في أبواب وحبي الغير عادي لتلك الأعمال التي نقوم بها لنجاح مستقبل بلادنا وحياتنا وتمهيد الطريق لمن يركبون القطار الذي بعدنا.
أمي اعلمي باني أمر في الشارع وكأني مريت في إحدى مسالخ الحيوانات وقد تحولت إلى مسالخ إنسانية مكابرة يساق الناس إلى هناك وكأنهم عبيدا لمن أراد الله لهم المذلة في الحياة وأرادوا لأنفسهم بذلك ؟
أمي إن الوحوش حاصرت الأرض وقد تصحبنا جميعا إلى الهاوية التي حذرتيني من السقوط فيها وقلتي لي في إحدى الليالي : صغيري يجب عليك أن تحمل الضوء اللازم لترى ما أمامك وإلا سقطت في الحفرة فلا تجد احد ليساعدك .
وأقول لنفسي أيام عديدة: لماذا يقتتل هؤلاء؟؟ هل العظمة أم للثروة ؟؟أم للسلطنة والسلطة!!
كلهم لا يفكرون إلا في أنفسهم ولا يعملون أي حساب لمن حولهم.
ورسالتي لتك المجنونة "الكبرياء" المحبة لدنيا الأكلة من تراب الأرض كل رخيص         وخسيس اتقي الله في عمرك واعلمي جيدا أن الحياة لا تدوم أبداً أبداً وانظري لي واسأليني فانا قد قربت سنين عمري
واتقي الله قبل أن تصير الطامة وتكون القاضية أيتها القاضية..
الومضة الأخيرة:
للأيام ذكرى ولساعات حبا وعنا... وللدقائق نبضات عشق وصفا ...ولقلمي الجاف دموعا من تلك الأيام التي قضيتها برفقتكم أصدقائي لكن قبل هذا وذاك ليتذكر الجميع أن الحياة مقر سفر تدخل من باب وتخرج من الأخر كأنك في الضيافة الأسبوعية .
كلمتي الأخيرة إليك سيدتي الغالية (أمي) ....
أمد الله عمرك ورفع اسمك وزاد قدرك واحياكي حتى نهاية عمري وأتمنى أن أغادر الحياة من ذاك المطار قبل وداعكي لي ... وارك بأذن الله من على يمين السيدة العذراء البتول مريم بنت عمران برفقة أمهات المؤمنين وقيادة السيدة فاطمة بنت محمد بن عبد الله النبي الأمي الذي أحببناه واتبعناه  ورضاء الله بان تسميني باسمه
****
وداعاً قلبي الدامي ألقاك في العام القادم بإذن الله في مثل هذا اليوم مع أصدقاء وزملائي وأهلي وأحبابي وأصحابي
أشوفك على خير
مع السلامة